Senin, 03 Mei 2010
وأهمّية كبيرة في تكوين تربيتنا تربية
الباب الأوّل
المقدّمة
أ. خلفيّة البحث
من المسلّم به أنّ الأسرة هي الخلية الحيوية الأساسية التي يتكون منها جسم المجتمع البشري, فاذا صلحت صلح المجتمع كلّه وإذا فسدت فسد المجتمع كلّه...بل هي الأمة الصغيرة. منها تعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه الإجتماعية فلا أمة حيث لا أسرة بل لا أدمية حيث لا أسرة.
وتستمد الأسرة أهميتها وعلو شأنها من أنّها هي البيئة الإجتماعية الأولى والوحيدة التي تستقبل الإنسان منذ ولادته, وتستمرّ معه مدى حياته, تعاصر انتقاله من مرحلة إلى مرحلة بل لايوجد نظام اجتماعي اخر يحدد مصير النوع الإنساني كله كما تحدده الأسرة.
ولايوجد نظام أولى من الأسرة من العناية والرعاية الكاملة مثل نظام الإسلام, فشملها بتوجيهاته التربوية وحدد لها من قواعده التشريعية, ما يكفل قيامها على أسس سليمة ويرفع مستواها ويوثق أواصر العلاقات بين افرادها ويدعم كيانها ويؤمّن حياتها.
ذلك أنّ الأسرة في المنهج الإسلامي هي القاعدة الركنية التي تقوم عليها الجماعة المسلمة ويقوم عليها المجتمع الإسلامي, فاستحقت أن يحيطها القران برعاية ملحوظة, واستغرق تنظيمها وحكايتها وتطهيرها من فوضى الجاهلية جهدا كبيرا, نراه ماثلا بإحاطة وتفصيل في صور شتّى من صحائفه, يربطها بالله وتقواه في كثير من اياته, ويمدّها بالإشعاعات الروحية والتنظيمات القانونية والضمانات التشريعية في كل حالة من حالاتها.
إنّ النظام الإجتماعي الإسلامي نظام الأسرة, بما أنّه نظام ربّاني للإنسان ملحوظ فيه كل خصائص الفطرة الإنسانية وحاجاتها ومقوماتها.
إنّ الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الطفولة الناشئة ورعاياتها وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها وفي ظلالها تتلاقى مشاعر الحبّ والرحمة والتكافل وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة, وتفسّر معنى الحياة الإنسانية وأهدافها وتعرف كيف تتعامل مع الأحياء. ذلك أنّ الطفل النوع الإنساني هو أطول الأحياء طفولة, تمتدّ طفولته أكثر من أيّ طفل اخر للأحياء الأخرى. فمرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتدريب للدور المطلوب من كلّ حيّ في مستقبل حياته. ولمّا كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة, ودوره هو أضخم دور.... ١, فهي أمانة الإستخلاف, ودور المبتلى الممتحن بهذه الأمانة تقتضى ان تمتدّ طفولته فطرة أطول, ليحسن اعداده وتدريبه للمستقبل, ومن ثمّ كانت حاجته لملازمة أبويه أشدّ من حاجة أيّ طفل لنوع من الأحياء الأخرى, وكانت الأسرة المستقرة الهادفة ألزم للنظام الإنساني, وألصق بفطرة الإنسان وتكوينه ودوره في هذه الحياة۲
وعلم أيضا أنّ للأسرة أثرا كبيرا في تكوين خلق الإنسان وعادته ولغته وذوقه كما أنّ للبيئة الإجتماعية أثرا لاينكر في حياة الطفل وسلوكه. فقد تهدم تلك البيئة ما بناه الأسرة من عادات وأخلاق وذوق ونظام.
ولمّا كانت الأسرة لاتكفى لتربية الطفل تربية كاملة وجب إيجاد بيئة خاصة كاملة, تعمل على تغذية مواهب الطفل بطريقة صالحة وتربيته تربية تلائم المجتمع الذي ينتسب إليه, وتجتهد في إيجاد مجتمع أرقى وأفضل من المجتمع الذي كان يتأثر به لو ترك ونفسه.
ولأسرة تكون من أب وأم واخوان واخوات والجد والجدة وغير ذلك۳.ولهم مسؤوليّات عظيمة في التربية الأسرية.
لأجل ذلك اهتمّ الباحث أن يبحث عن أهمّية التربية الأسرية في الإسلام دراسة تحليلية عن سورة التحريم أية ٦ ..... ٤
ب. اسباب اختيار الموضوع
قد كانت الأسباب التي تحثّ الباحث على أن يختار هذا الموضوع. وتلك الأسباب لقد وجدت في مجتمعنا الآن وتصير انهداما عظيما نحو التربية وخاصة نحو التربية الإسلامية. لماذا؟ لأنّ الموضوع الذي يبحث الباحث " أهمّية التربية الأسرية في الإسلام دراسة تحليلية عن سورة التحريم أية ٦ " أساسيّ وأهمّية كبيرة في تكوين تربيتنا تربية ناجحة في حياتنا وحياة مجتمعنا لاسيما اخرتنا. ومن الأسباب:
١. لكثرة الآباء لايهتمون بتربية أولادهم وخاصة الناحية الدينية.
٢. تقصير الآباء عن تعليم أولادهم بحجّة التعب بعد عناء العمل.
٣. إنحطاط أخلاق أولادنا لإهمالهم عن التربية الأسرية التي كانت المدرسة الأولى لتربية إسلاميّة.
ج. توضيح الموضوع
هذا البحث تحت الموضوع أهمّية التربية الأسرية في الإسلام دراسة تحليلية عن سورة التحريم أية ٦. وقبل أن يبحث ويكشف عميقا يريد الباحث أن يوضح معاني مصطلحات الموضوع توضيحا وتبيينا بعبارة سهلة تسهيلا لمن يقرؤه وهي كما يلى:
• أهمّية : مصدر من مهمّ مرادفه هام بمعنى يملك فيما زائدا.
• التربية : إذا رجعنا إلى معاجم اللفة العربية وجدنا لكلمة التربية أصولا لغوية ثلاثة: الأصل الأوّل ربا يربو بمعنى زاد ونما, الأصل الثاني ربي يربى على وزن خفي يخفى ومعناها نشأ وترعرع, الأصل الثالث ربّ يربّ على وزن مدّ يمدّ بمعنى أصلحه وتولّى أمره وساسه وقام عليه ورعاه٥ . قال أفلاطون التربية هي إعطاء الجسم والروح كا ما يمكن من الجمال وكل ما يمكن من الكمال وقال أرسطو إنّ الغرض من التربية إعداد العقل لكست العلم كما تعدّ الأرض للنبات والزرع. وفي الرأي الأخر إنّ التربية هي إعداد المرء ليحيا حياة كاملة ويعيش سعيدا محبّا لوطنه قويّا في جسمه كاملا في خلقه منظما في تفكيره رقيقا في شعوره ماهرا في عمله متعاونا مع غيره يحسن التعبير بقلمه ولسانه ويجيد العمل بيده٦ .
• الأسرية : صفة من التربية تزاد بياء النسبة وأصل صيغتها الأسرة. مفهوم الأسرة عند الباحثين الأسرة لغة هي أهل الرجل وعشيرته, وفي الإصطلاح الشرعي هي الجماعة المعتبرة نواة المجتمع والتي تنشأ برابطة زوجية بين رجل وامرأة ثم يتفرع عنها الأولاد وتظل ذات صلة وثيقة بأصول الزوجين من أجداد وجدّات وبالحواشي من إخوة وأخوات وبالقرابة القريبة من الأحفاد ( أولاد الأولاد ) والأسباط ( أولاد البنات ) والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولادهم. ويجمع المعنيين اللغوي والإصطلاحي : مفهوم الجماية والنصرة وظهور رابطة التلاحم القائمة على أساس العرق والدم والنسب والمصاهرة والرضاع٧. وقال بطرس البستانى في قاموس لغوي المحيط وسميت بهذا الإسم "الأسرة" لما فيها من معنى القوّة حيث يتقوي بها الرجل٨.
• الإسلام : الإسلام في اللغة والقرأن هو الإستسلام والخضوع, وأما الإصطلاح هو النظام الإلهي الذي ختم الله به الشرائع وجعله الله نظاما كاملا شاملا لجميع نواحي الحياة وارتضاه لتنظيم علاقة البشر بخالقهم وبالكون والخلائق وبالدنيا والأخرة وبالمجتمع والزوجة والولد والحاكم والمحكوم ولتنظيم كلّ الإرتباطات التي يحتاج إليها الناس تنظيما مبنيا على الخضوع لله وحده وإخلاص العبودية له وعلى الأخذ بكلّ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم٩.
د. تحديد البحث
ليكون هذا البحث منحصرا ولأن لاتتسع المسألة عزم الباحث على تحديد البحث على الأمور الآتية :
١. منهج التربية الأسرية
٢. أساس منهج التربية الأسرية الذي يتضمن في سورة التحريم أية ٦
٣. أهمّية التربية الأسرية في الإسلام
ه. قضية البحث
من القضايا التي كتبها الباحث فيما يتعلق بهذا الموضوع هي:
١. ما منهج التربية الأسرية ؟
٢. ما أساس منهج التربية الأسرية الذي يتضمن في سورة التحريم أية ٦؟
٣. ما أهمّية التربية الأسرية في الإسلام؟
و. اهداف البحث
بناء على ما سبق تكون الأهداف التي يرمى إليها الباحث في بحثه:
١. لمعرفة منهج التربية الأسرية.
٢. لمعرفة أساس منهج التربية الأسرية الذي يتضمن في سورة التحريم أية ٦.
٣. لمعرفة أهمّية التربية الأسرية في الإسلام.
ز. منهج البحث
۱. نوع البحث
أخذ هذا البحث منهجا من مناهج البحث ويستعمله فيه وهو المنهج الوثائقية أوالمكتبية الذي يقصد به لجمع المادة والإعلام بواسطة ما وجد في المكتبة من الكتب والمجلات والكتابة العربية والإندونسية وغير ذلك. وكانت دراسته دراسة نحليلية وهي الدريسة التي تبدأ بأساس المعارف العامة ثم تبحث الخاصة منها.
۲. مصادر المادة
تنقسم مادة هذا البحث إلى القسمين وهما:
الأول المادة الأصولية الأساسية وهي مايعتمد به الباحث من الكتب التي تبحث عن التربية الأسرية وما يتعلق بها, ومنها:
• توفيق يوسف الواعى, التربية الأسرية في الإسلام
• عبد الرحمن النحلاوى, أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع.
• الدكتور الصفصافي أحمد المرسى, القيم الأسرية بين الأصالة والمعاصرة
• محمد عطية الإبراشى, روح التربية والتعليم
• محمد بن يحيى بن محمد موسى عطيف, حقوق الأبناء على الآباء
والثاني المادة الأصولية الثانوية وهي كتب التفاسير التي تفسّر عن سورة التحريم أية ٦ التي تتضمن على أساس منهج التربية الأسرية. ومنها:
• أبي جعفر محمد بن جرير الطبري, جامع البيان عن تأويل اي القران
• أحمد مصطفى المراغي, تفسير المراغي
• الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي, التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
• محمد قريش شهاب, تفسير المصباح
۳. المنهج
المنهج هو الذي يرسم للبحث أساليب البحث وأهدافه وما يكون فيه مرحلة من مراحل البحث. في هذه الرسالة وينهج الباحث ما يأتي من مناهج وهي:
١. المنهج الوصفي
هي الحقائق التي تجمع بصفة الكلمات وليس بأحرف وهذا الحال بأدم صت المنهج (Kualitatif) ولذلك جميع ما يمكن أن يكون مفتوحا إلى تدقيق۱۰.
٢. المنهج القياسي
هو المنهج الإستنباطي والإستنتاجي حيث ينطلق من المعلومات العامة ويريد بها انتاج الحوادث الخاصة. لتعتمد الباحث على هذا المنهج بيانا للبيانات العامة۱۱.
٣. المنهج الإستقرائي
هي طريقة فكرية من الحقائق الخاصة إلى القاعدة العامة. هي المنهج الإستنباطي حين يبدأ الباحث لجمع الحقائق المتعلقة إلى أن يبحثها ثم يستنبط منها قاعدة۱۲
٤. المنهج التحليلي
هو أن يعتمد الباحث في بناء راءية على المنهج الإستنباطي. وأما الطريقة التي اختارها الباحث لجمع المواد فهي:
أ. الطريقة المباشرة
هي أخذ الباحث المواد من المراجع على ما أورده العلماء بنفس نصوصهم وعبارتهم دون تغيير وتبديل.
ب. الطريقة غير المباشرة
هي كتب الباحث أراء العلماء ببعض التصرفات والزيادات وأحيانا أخذ صلب فكرتهم.
ج. طريقة الترجمة
ح. خطة البحث
الباب الأوّل
هو المقدّمة حيث يعرف الباحث خلفية البحث ثم أسباب اختيار الموضوع وتوضيح الموضوع حيث يبيّن الباحث تعريف الفاظ الموضوع تفصيلا وتحديد البحث ويليه تقديم الأمور التي يدفع الباحث كتابة هذا البحث ثم الأهداف التي يومئ إليها الباحث في هذا البحث وأخر هذا الباب بكتابة مناهج وطرق التي يسلك عليها الباحث .
الباب الثاني
هو البحث حيث يعرض فيه الباحث عن منهج التربية الأسرية ويليه تعريفها وأهمّيتها في التربية ودور الأبوين فيها وحقوق الوالدين والأولاد.
الباب الثالث
هو البحث حيث يعرض فيه الباحث عن التفاسير التربوية الأسرية التي تتضمن في سورة التحريم أية ٦ ويليه تعريف الفاظ ايتها واسباب نزولها ومضمونها وأراء المفسّرين عنها.
الباب الرابع
هو البحث حيث يعرض فيه الباحث عن أهمّية التربية الأسرية في الإسلام
الباب الخامس
يعرض الباحث فيه الخاتمة التي فيها تلخيص البحث والإقتراحات والإختتام. وأخيرا نرجو الله عزّ وجلّ ان ينفع هذا البحث العلمي الذي يكتب باللغة العربية برهانا لمحبة الله والرسول والله أعلم .۱۳
المراجع
.د. أكرم رضا, قواعد تكوين البيت المسلم, دار التوزيع والنشر الإسلامية ۲۰۰٤
عبد الرحمن النحلاوى, أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع, دار الفكر ۱۹۹۹
محمّد عطية الإبراشى, " روح التربية والتعليم ", دار احياء الكتب العربية الطبعة العاشرة
أ.د. توفيق يوسف الواعى," التربية الأسرية في الإسلام, " دار البحوث العلمية الطبعة الأولى ٢٠٠٤
Nana,Syadih Sukmadinata. Prof.Dr. Metodologi Penelitian Pendidikan,Rosda Karya, Bandung,1996
Hadi, Sutrisno, Prof.Dr. Metodologi Research, Jilid I, Andi Offset,Yogyakarta,1997 .
Lexy. J. Meoleong. Prof.Dr. Metodologi Penelitian Kualitatif,Rosda Karya,Bandung,2002
Tidak ada komentar:
Posting Komentar
TERIMAKASIH