Senin, 03 Mei 2010
ابن كثير
ابن كثير
نسبه وحياته
هو اسماعيل بن خمر القرشي ابن كثير البصري ثم الدمشقي عماد الدين أبو الفداء الحافظ المحدث الشافعي.
ولد سنة 7.5 هــ. خمس وسبعمائة، وتوفي سنة 774 هــ أربع وسبعين وسبعمائة بعد حياة زاخرة بالعلم، فقد كان فقيها متقنا، ومحدثا بارعا، ومؤرخا ماهرا، ومفسرا ضابطا، قال فيه الحافظ ابن حجر ((إنه كان من محدثي الفقهاء)) وقال ((سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها بعد وفاته)).
تصانيفه – ومن تصانيفه : البداية والنهاية في التاريخ، وهو من أهم المراجع للمؤرخين، والكواكب الدراري في التاريخ، انتخبه من البداية والنهاية، وتفسير القرأن، والاجتهاد في طلب الجهاد، وجامع المسانيد، والسنن الهادي لأقوام سنن، والواضح النفيس في ضقب الإمام محمد بن إدريس.
التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه
تفسير ابن كثير من أشهر ما دون في التفسير المأثور، ويعتبر في هذه الناحية الكتاب الثاني بعد كتاب ابن جرير، أعتني فيه مؤلفه بالرواة عن مفسري السلف، ففسر فيه كلام الله تعالى بالأحاديث والأثار مسنده إلى أصحابها مع الكلام عما يحتاج إليه جرحا وتعديلا، وقد طبع هذا التفسير مع معالم التفسير اللغوي، ثم طبع مستقلا في أربعة أجزاء كبار.
وقد قدم له مؤلفه بمقدمة طويلة هامة، تعرض فيها لكثير من الأمور التي لها تعلق واتصال بالقرأن وتفسيره، ولكن أغلب هذه المقدمة مأخوذ بنصه من كلام شيخه ابن تيمية الذي ذكره في مقدمته في أصول التفسير.
ولقد قرأت في هذا التفسير فوجدته يمتاز في طريقته بأنه بذكر الأية، ثم يفسرها بعبارة سهامة موجزة، وإن أمكن توضيح الأية بأية أخرى ذكرها وقارن بين الأيتين حتى يتبين المعنى ويظهر المراد، وهو شديد العناية بهاذا النوع من التفسير الذي يسمونه تفسير القرأن بالقرأن، وهذا الكتاب أكثر ما عرف من كتب التفسير سردا للأيات المتناسبة في المعنى الواحد.
ثم بعد أن يفرغ من هذا كله، يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالأية، ويبين ما يحتاج به وما لا يحتاج به منها، ثم يردف هذا بأقوال الصحابة والتابعين ومن يليهم من علماء السلف.
ونجد ابن كثير يرجح بعض الأقوال على بعض، ويضعف بعض الروايات، ويصحح بعضا أخر منها، ويعدل بعض الرواة يجرح بعضا أخر، وهذا يرجح إلى كا كان عليه من المعرفة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
وكثيرا ما تجد ابن كثير بنقل من تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم، وتفسير ابن عطية، وغيرهم ممن تقدمه.
ومما يمتاز به ابن كثير أنه يليه إلى ما في التفسير المأثور من منكرات الإسرائيليات، ويحذر منها على وجه الإجمال تارة، وعلى وجه التعيين والبيان لبعض منكراتها تارة أخرى.
فمثلا عند تفسيره لقوله تعالى في الأية (67) وما بعدها من سورة البقرة ((إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة....)) إلى أخر القصة، نراه يقص لنا قصة طويلة ونحريبية عن طلبهم للبقرة المخصوصة، وعن وجودهم لها عند رجل من بني أسرائيل من أبر الناس بأبيه.... الخ، ويروي كل ما قيل في ذلم عن بعض علماء السل. ثم بعد أن يفرغ من هذا كله يقول ما نصه: مأخوذة من كتب بني أسرائيل، وهي مما يجوز نقلها ولكن لا تصدق ولاتكذب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا، والله أعلم)).
ومثلا عند تفسيره لأول سورة ((ق)) نراه يعرض لمعنى هذا الحرف في أول السورة ((ق)) ويقول... وقد روى عن بعض السلصف أنهم قالوا ((ق)) جبل محيط بجميع الأرض يقال له جبل قاف، وكأن هذا – والله أعلم – من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم مما لا يصدق ولا يكذب، وعندي أن هذا وأمثاله و أشياهه من اختلاق بعض رنادقتهم، يلبسون به على الناس أمر دينهم، كما افترى في هذه الأمة مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما بالعهد من قدم، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدي وقله الحفاظ النقاه فيهم، وشربهم الخمود وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبذيل كتب الله وأياته؟ وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله: ((وحدثوا عن بني إسرائيل ولا جرح فيما قد يجوزه العقل، فأما فيما تحيلة العقول، ويحكم فيه بالبطلان، ويغلب عن الظنون كذبه، فليس من هذا القبيل، والله أعلم)).
كما نلاحظ على ابن كثير أنه يدخل في المناقشات الفقهية، ويذكر أقوال العلماء وأدلتهم عند ما يشرح اية من أيات الأحكام، وإن شئت أن ترى مثالا لذلك فارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الأية (185) من سورة البقرة..... فمن شهد منكم الشره فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر.... الأية، فإنه ذكر أربع مسائل تتعلق بهذه الأية، وذكر أقوال العلماء فيها، وأدلتهم على ما ذهبوا إليه وارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الأية (230) من سورة البقرة أيضا ((فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره.... الأية)) فإنه قد تعرض لما يشترط في نكاح الزوج المحلل، وذكر أقوال العلماء وأدلتهم.
وهذكذا يدخل ابن كثير في خلافات الفقهاء، ويخوض في مذاهبهم وأدلتهم كلما تكلم عن أية لها تعلق بالأحكام، ولكنه مع هذا مقتصد مقل لا يسرف كما أسرف غيره من فقهاء المفسرين.
وبالجملة، فإن هذا التفسير عن خير كتب التفسير بالمأسور، وقد شهد له بعض العلماء، فقال السيوطي في ذيل تذكرة الحافظ، والزرقاني في شرح المواهب = إنه يؤلف على نمطه مثله.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar
TERIMAKASIH