الباب الأول
- تعريف الحديث المشهور
لغة : هو اسم مفعول من "شهرت الأمر" إذا أعلنته وأظهرته وسمي بذلك لظهوره.
والشهرة أمر نسبي فقد يستهر عند أهل الحديث أولنوأنرما ليس عند غيرهم بالكلية.
واصطلاحا : ما رواه ثلاثة فأكثر ولو في طبقه واحده ولم يصل درجة التواتر أو ما لم يجمع شروط المتواترة.
وعن القاضي الماوردي: أن المسفيص أقوى من المتواترة وهذا اصطلح منه فأما المستفيض لغة هو اسم فاعل من استفاض مشتق من فاض الماء وسمي بذلك لانتشاره واصطلاحا: اختلف في تعريفه على ثلاثة أقوال وهي:
1. هو مرادف للمشهور
2. هو أخص منه لأنه يشترط في المستفيض أن يستوي طرفا إسناده، ولا يشترط ذلك في المشهور.
3. هو أعم منه اى عكس القول الثاني وقيل هو ما رواه ثلاثة فأكثر في جميع الطبقات.
مثال المشهور على الاصطلاح وهو صحيح، حديث (إن الله لا يفيض العلم انتزاعا ينتزعه، وحديث من أتى الجمعة فليغسل، ومثله الحاكم وابن الصلاح بحديث إنما الأعمال بالنيات "فاعترض" بأن المشهورة إنما طرأت له من عند يحيى بن سعيد وأول الإسناد مر وكما تقوم، ومثال وهو حس حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم فقد قال المزي: إن له طرقا يرتقي بها إلى رتبة الحسن ومثاله وهو ضعيف: الأدنان من الرأس، مثل به الحاكم).
ومثال المشهور عند أهل الحديث خاصة حديث أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على كل ود كوان: أخرجه الشيخان من روايته سليمان التميمي عن أبي مجلز عن أنس وقد رواه عن أنس، غير أبي مجلز، وعن أبي مجلز غير سليمان وعن سليمان جماعة، وهو مشهورين بين أهل الحديث وقد يسغر به غيرهم لأن الغالب على رواية التميمي عن أنس كونها بلا واسطة.
ومثال المشهور عند أهل الحديث والعلماء الوعوام: سلم من المسلم المسلمون من لسانه ويده.
مثال المشهور عند القهاء : أبغض الحلال عند الله: صححه الحاكم من سئل علم فتكتمه الحديث، حسنه الترمذي لا غيبة لفاسق حسنه بعض الحفاظ وضعفه البيهقي وغيره لا صلاة لعار المسجد إلا في المسجد، ضعفه الحفاظ، اشتاكو عرضا وأدهنوا غبا واكتحلوا وترا.
ومثال المشهور عند النحاة نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه قال العراقي وغيره: لاأصل له، ولا يوجد بهذا اللفظ في شيء من كتب الحديث.
ومثال المشهور بين العامة من دل على خير فله مثل أمر فعله أخرجه مسلم. مدارة الناس صفة صححه ابن حبان، البركة مع اي برك، صححه ابن حبان والحاكم ليس الخير كالمعانية صححه أيضا.
والصحف أو بعض الأئمة والخطباء والوعاظ والمدرسين في المدارس والمساجد والكليات وإني في هذا العام أذكر الحديث الذي ذكرته في سبق (وكفى بالمرء كذابا أن حديث بكل ما سمع) وحديث (من حديث يحدث يرى أنه كذب فهو احد الكاذبين)
- حكم المشهور
المشهور الاصطلاحي وغير الاصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحا أو غير صحيح، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضعيف بل والموضوع، لكن إن صح المشهور الاصطلاحي فتكون له ميزه ترجحه على عزيز والغريب.
وقد تكون المشهور المشهور صحيحا كحديث "إنما الأعمال بالنيات" وحسنا وقد يشهر بين الناس أحاديث لا أصل له لها أو هي موصوعه بالكلية وهذا كثير جدا، ومن نظر في كتاب الموضوعات لأبي الفرج الجوزي عرف ذلك، وقد روى عن الإمام أحمد أنه قال: أربعة أحاديث تدور بين الناس في الأسواق لا أصل لها من بشر من دحروج أدار بشرته بالجنة ومن أدا و ميا فأنه خصه يوم القيامة ووتحركم يوم صومكم وللمسائل حق وأن جاء على فرس.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما الأعمال بالنيات
أقسام الحديث المشهور
الأول المشهور المطلق وهو ما كان مشهورا بين المحديثن وعصرهم كقوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات".
الثاني المشهور المقيد وهو ما كان مشهورا بين المحدثين فقط كحديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو على رحل ودكوان.
الحديث المشهور
فأما الحديث المشهور غير الاصطلاحي فبقصد به ما اشتهر على الالسنة من غير شروط تعتبر فيشمل:
1. ماله إسناد واحد
2. وماله أكثر من إسناد
3. ومالا يوجد له إسناد أصلا
له أنواع كثيرة أشهرها:
1. مشهور بين أهل الحديث خاصة وصاله حديث أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع"
الباب الثاني
حديث العزيز
تعريفه : لغة : صفة مشبهة من "عز يعز" بالكسر، أى قل وندر أو من "عز يعز"، بالفتح، اى قوي، واشتد، وسمس بذلك أما فقلة وجوده وقدرته، وإما لقوته بمجيء من طرق أخر.
اصطلاحا: أن لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند أو قيل ما رواه اثنان فقط ولو في مرتبه واحده مثاله ما رواه . الشيخان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
رواه عن أنس قتادة وعبد العزيز صهيب ورواه عن قتادة سعبة وسعيد ورواه عن عبد العزيز إسماعيل بن علية وعبد الوارث ورواه عن كل جماعة.
شرح التعريف
يعسى أن لا يوجد في طبقة من طبقات السند أقل من اثنين أما إن وجد في بعض طبقات السند ثلاثة فأكثر لفلا يصر، بشرط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها إثنان، لأن العبرة لاقل طبقة من طبقات السند.
هذا التعريف هو الراجح كما حرره الحافظ ابن حجر.
وقال بعض العلماء: إن العزيز هو راو به اثنين أو ثلاثة فلم يفصلوه عن المشهور في بعض صورة
أشهر المصنفات
لم يصنف العلماء مصنفات خاصة للحديث العزيز، والطاهر أن ذلك لقتله ولعدم حصول قائدة مهمة من تلك المصنفات.
معرفة الغريب والعزيز
أما لغرابة فقد تكون في المتن، بأن ينفرد بروايته راو واحد وفي بعضه كما إذا زاد فيه واحد زيادة لم يقلها غيره وقد تقدم الكلام في زيادة الثقة وقد تكون الغرابة في الأستاذ، كما إذا كان أصل الحديث محفوظ من وجه أخر أو وجوه ولكنه بهذا الأستاذ غريب.
فإن اشترك اثنان أو ثلاثة في روايته عن السبع سمى عزيزا فإن رواه عنه جماعة سمي مشهور كما تقدم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده.
أنس بن مالك
وقد يكون الحديث أيضا عزيزا مشهورا: قال الحافظ العلائي فيما رأيته وحظه حديث: نخن الأخروف السابقون يوم القيامة الحديث عزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عنه خذيفة بن اليمان وأبوه هريرة. وهو مشهور عند أبي هريرة رواه عنه سبعة: أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو حازم. وطاوس والأعزج وهمام وأبو صالح وعبد الرحن مولى أم برئ.
باب الثالث
- حديث الغريب
تعريفه لغة: هو صفة مشبهة بمعنى المنفرد، أو البعيد عن أقاربه.
اصطلاحا: هو ما ينفرد مروابته راو واحد.
- شرح التعريف
اى هو الحديث الذي نستقل بروايته شخص واحد، أما في كل طبقة من طبقات السند ولو في طبقة واحدة ولا تضر الزيادة عن واحد في باقي طبقات السند الأن العبرة للأقل.
- تسمية ثانية له
يطلق كثير من العلماء على القرين اسما أخر هو "الفرد" على أنهما مرادفان، ونمير بعض العلماء بينهما، وجعل منهما نوى مستقلا، لكن الحافظ ابن حجر يعتبر هما مرادفين لغة واصطلاحا، إلا أنه قال: إن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثره الاستعمال وقلته و "الفرد" أكثر ما يطلقونه على "الفرد المطلق" "و الغريب" أكثرما يطلقونه على "الفرد النسبي".
- أقسامه
يقسم الغريب بالنسبة لموضع التفرد فيه إلى قسمين هما "غريب مطلق وغير مطلق نسبي".
أ. الغريب المطلق: أو الفرد المطلق.
تعريفه: هو ما كانت الغرابة في اصل سنده اى ما ينفرد بروايته شخص واحد في أصل يسند اى أصل السند يعني طرفه الذي فيه الصحابي، والصحابي حلقة من حلقات السند هى إذا تفرد الصحابي مروية الحديث، فإن الحديث يسمى غريبا عربة مطلقة. وأما ما فهمه الملا على القاري من كلام الحافظ ابن حجر عندما شرح أصل السند بأنه "الموضع الذي يروي الاسناد عليه ويرجع ولو تعددت الطرق إليه، وهو طرفه الذي فيه الصحابي من أن تفرد الصحابي لا بعد غرابة وتعليله ذلك بأنه ليس في الصحابة ما يوجب قدحا أو أن الصحابة، كلهم عدول فما أظن أن ابن حجر ذلك والله أعلم، بدليل أنه عرف الغريب بقوله: هو ما ينفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند أى ولو وقع التفرد في موضع الصحابي لأن الصحابي حلقه من حلقات السند، والعلم عند الله.
مثاله:
حدثت "إنما الأعمال بالنيات" تفرد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو وقد يستمر التفرد إلى أخر السند وقد يرويه عن ذلك المنفرد عدد من الرواة.
ب. الغريب النسبي: أو الفرد النسبي
تعريفه: هو ما كانت الغرابة في أثناء سنده اي أن مرويه أكثر من راو في أصل سنده ثم ينفرد بروايته راو واحد عن أولئك الرواة.
مثاله: حديث مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المعجز. تفرد به مالك عن الزهري.
سبب التسمية: سمي هذا القسم بــ "الغريب النسبي" لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلى شخص معين.
من أنواع الغريب النسبي
هناك أنواع من الغرابة أو التفرد يمكن اعتبارها من الغريب النسبي، لأن الغرابة فيها ليست مطلقة وإنما حصلت الغرابة فيها بالنسبة إلى شيء معين وهذه الأنواع هي:
أ. تفرد يقة برواية الحديث: كقولهم: لم يروه تفة الاخلاق
ب. تفرد راو معين عن راو معين: كقولهم: تفرد له فلان عن فلان وإن كان مرويا من وجوه أخرى عن غيره.
ج. تفرد أهل بلد أو جهة كقولهم: تفرد به أهل مكة أو أهل الشام
د. تفرد أهل بلد عن أهل بلد أو جهة أخرى كقولهم "تفرد به اهل البصرة عن أهل المدينة أو تفرد به اهل الشام عن أهل الحجاز.
- تقسيم اخر له
قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو المتن إلى
أ. غريب متنا واسنادا وهو الحديث الذي تفرد مراويه متنه راو واحد
ب. غريب اسنادا ولا متنا: كحديث روي متنه فما منه من الصحابة انفرد واحد مروايته عن صحابي أخر ومنه يقول الترمذي. غريب من هذا الوجه.
- معرفة غريب ألفاظ الحديث
وهو من المهمات المتعلقة نفهم الحديث والعلم والعمل به، لا بمعرفته ضاعة الأستاذ وما يتعلق به، قال الحاكم: أول من ضعف في ذلك: النضر بن شميل وقال غيره: أبو عبيدة معمر بن المشني
واحسن شيء وضع في ذلك: كتان ابن عبيد القاسم بن سلام وقد استدرك عليه ابن قتيبة اشياء ونعقبها الخطاب.
ما ورد زيارات وقد صنف ابن الاشعري المتقدم وسلم الرازي وغير واحد.
وأجل كتاب يؤخذ فيه فيجامع ذلك: كتاب (الصحيح) للجوهري وكتاب النهاية) لابي الأثير رحمهما تعالى.
قال ابن حنبل: لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها منا كبير وعامتها عن الضعفاء، وقال مالك: شر العلم الغريب وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس، وقال عبد الرزاق: كنا نرى ان غريب الحديث خير ماذا هو شر، وقال إني المبارك: العلم الذي يجئك من ههنا وههنا: يعني المشهور، راها البيهقي في المدخل، وروي عن الزهري قال: حدثت علي عن الحسن بحديث فلما فرغت قال: أحسنت: بارك الله فيك، هكذا حدثنا قلت ما اراني إلا حدثتك، بحديث أنت أعلم به مني، قال: لا تقل ذلك فليس من العلم ما لا يعرف إنما العلم ما عرف وتواطأت من امثلة الحديث الغريب كما قال أبي سيد الناس: حدث رواه عند المجيد بن عند العزيز بن ابي رواه. عن مالك عن زيد بن اسم عن عطاء بن يسار عن ابي سعيد الخدري. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الاعمال بالنيات، قال الخليلي في الإرشاد: اخطأ فيه عبد المجيد وهو غير محفوظ عن زيد بن أسلم يوجه. قال فهذا مما أخطأ فيه الثقة قال أبي سيد الناس، هذا استاذ غريب فله والمتن صنيع.
وقد اكثر العلماء التصنيف في الغريب قيل اول من صنفه النصر بن شميل ماله الحاكم: وقيل: أبو عبيدة معمر بن المثنى ثم النضر، ثم الاصمعغي وكتبهما صغيرة قليلة والف بعدهما أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه المشهور فاستقضى وأجاد وذلك بعد المائتين ثم تتبع اب محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (مافاة ابا عبيدة في كتابه المشهور ثم تتبع أبو سليمان الخطابين ما فاتهما) في كتابه المشهور وفيه على أغاليط لهما، فهذه امهاته اى اصوله يم ألف بعدها كتب كثيرة فيها زوائد وفوائد كثيرة، ولا يقلد منها إلا ما كان مصنفوها أئمة اجلة كمجمع الغرائب لعبد الغافر الفارسي.
وغريب الحديث لقاسم الشر قسطي، والفائق للزمحشري والعربيين وهي احسن كتب الغريب وأجمعها وأشهرها الأن، واكثرها تراولا وقد فاته لكثير فدخل عليه الصفي الارموي يزيل لم نقف عليه. وقد شرعت في تلخيصها تلحيقص.
ولا يوجد حديث غريب مشا فقط (لا اسنادا إلا إذا اشتهر الفرد فرواه عن المنفرد كثيرون صار غريبا مشهور، غريبا لا إسناد بالنسبة إلى أحد طرفيه المشتهر وهو الاخير كحديث: إنما الأعمال بالنيات كما بعدم وخفيفه، وكسائر الغرائب المشتملة عليها المصانيف المشهورة وقال العراقي: وقد اطلق ابن سيد الناس ثيوت هذا القسم من غير تخصيص له بما ذكر ولم يمثله قد يحتمل ان يريد ما كان إسناده مشهور مادة لعدة من الاحاديث). بإن يكونوا مشهورين مروايه بعضهم عن بعض، ويكون المتن غريبا لانفرادهم به، قال: وقد وقع في كلامه ما يقتضي تمثيله.
وذلك أنه لما حكى قول ابن طاهر والخامس من الغرائب أسانيد ومتون تفرد بها أهل البلد لا توجد إلا سن روايتهم، وستفتن تنفرد بالعمل بها أهل مضر لا عمل بها في غير مضرهم. قال وهذا النوع يشمل الغريب كله سندا ومتنا أو إحداهما دون الأخر، قال: وقد ذكر ابي حاتم يستند له أن رجلا سأل مالكا عن تخليل اصابيع الرجلين في الوضوء فقال له: إن شئت خلل وإن شئت لا تخلل وكان عند الله في وهب حاصرا.
وهذا الرسم حديث الغريب
قال النبي صلى الله عليه وسلم
الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعيبة م الإيمان
ابو هريرة
أصل = أبو صالح – السند
أبو عامر
عبد بن حميد عبيد الله بن سعيد عبد الله بن محمد
المراجع
Bukhori Muslim
أحمد محمد شاكر، الباعث الحبث (بيروت-لبنان: دار الكتب)
حافظ حسن المسعودي، منحة المغيث في علم مصطلح الحديث (سوراربايا) الهداية.
الدكتور محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، (سغافورة-الحرمين، إندونيسيا).
Drs. Fatchur Rahman, Ikhtisar Mustholahul Hadits, (Bandung: Al-Maarif; 1974).
الدكتور الشيخ محمد بن محمد ابو شهيرة، الوسيط في علوم مصطلح الحديث، (القاهرة، دار الفكر العربي).
الإمام جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن السيوطي، تدريب الراوي، دار الكتب)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar
TERIMAKASIH